روائع مختارة | واحة الأسرة | عش الزوجية | فن التغافل...لحياة زوجية سعيدة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > عش الزوجية > فن التغافل...لحياة زوجية سعيدة


  فن التغافل...لحياة زوجية سعيدة
     عدد مرات المشاهدة: 3158        عدد مرات الإرسال: 0

الزواج رباط مقدس بين الرجل والمرأة، يعشيان بموجبه تحت سقف واحد، يتبادلان المودة والرحمة والسكن، كما يتبادلان أيضا الخلافات والمشاحنات التي قد تذوب في ظل العشرة الطويلة، أو تتراكم مع الزمن وتضفي بظلالها السوداء على الحياة الزوجية.

فالحياة الزوجية السعيدة.. ليست هي الحياة الخالية من المشاكل والخلافات، وإنما هي تلك التي يغض فيها الطرف عن الأخطاء والعيوب الصادرة من كل طرف تجاه الآخر.

والتغافل فن يضفي على الحياة الزوجية مزيدا من السعادة والمودة إذا ما استخدمناه في بعض المواقف حتى لا نجعل كل أوقاتنا تتسم بالتوتر والشد والجذب، وكما قال الحسن البصري رحمه الله: ما إستقصى كريم قط!

وقال الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم لما أخطأت بعض أزواجه: {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ...} [التحريم:3].

ويقول الإمام أحمد بن حنبل: تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل.

[] تأثير التغافل:

وعن أهمية دور التغافل تقول مريم حسين -متزوجة من 4 سنوات-: عندما تزوجت فوجئت ببعض الصفات السلبية في زوجي والتي لم تتضح أثناء فترة الخطوبة، فما كان لي إلا أن أصبر وأذكر نفسي دائما بما فيه من صفات إيجابية، وأن أدعو الله أن يصلح لي شأنه، ومع الوقت لمست تغييرا كبيرا في صفاته التي كنت أرفضها فيه بشدة.

وكذلك الأمر مع محسن عيسي المتزوج من عامين، والذي يقول: زوجتي كانت لا تجيد بعض أعمال المنزل، وكنت ألمح لها أحيانا بأهمية تعلمها، وأتحدث معها في أحيان أخرى لها بشكل صريح، ومع الوقت إستطاعت أن تجيد كل هذه المهام دون أن تنكسر العلاقة ما بيننا.

فالإختلاف بين الرجل والمرأة هو من آيات الله في خلقه، ولو علمنا الحكمة من كل إختلاف لرددنا دائما: الحمد لله، فمن الطبيعي أن يتسم الرجل بالقوة لكي يواجه الحياة الصعبة ومشاكلها، على عكس المرأة المليئة بفيض من المشاعر والأحاسيس وذلك للعناية بالزوج والأولاد، وهذا الإختلاف هو ما يجعل كلا منهما يتصرف في المواقف بطريقة مختلفة ويتعامل مع أحداث الحياة اليومية بأسلوبه الخاص.

ويقول أستاذ السنة وعلومها د. صالح بن حمد الحواس: إن العاقل يتجاوز عن كثير مما يعلمه ويراه، لأنه يعلم أن باب الخطأ والصواب يعرض له التأويل والإختلاف، بل كلما إتسع عقل المرء إزداد عذره للناس.

[] وصيف الحواس:

إمتدح النبي صلى الله عليه وسلم بالتغافل عن الزلة كما أشار إليه القرآن، فيما أسر سيد البشر لبعض نسائه ممن أظهره على إفشائه فأخبر سبحانه أنه عرف بعضه وأعرض عن بعض، وإعراض الرسول صلى الله عليه وسلم عن تعريف زوجه ببعض الحديث الذي أفشته من كرم خلقه صلى الله عليه وسلم في معاتبة المفشية وتأديبها، إذ يحصل المقصود بأن يعلم بعض ما أفشته فتوقن أنه يعلمه، وحتى يترك للعذر مقاماً ومقالاً..

[] التغافل ليس إهمالا:

و قال ابن حجر: شرعاً وحمية وألفة ومروءة أن يتفحص عن أهل بيته فإن عثر على ريبة حرص على إزالة مقتضيها، ولا يقول عاقل فضلاً عن عالم فاضل إن الإنسان ينبغي له التغافل عن أهل بيته وإهمال النظر في دواخل أحوالهم ليتمكنوا من فعل ما شاؤوا من ضروب الفساد ويستمر ذلك مستوراً عليه، وإستكشافه لأحوالهم لا ينافي الستر المطلوب فإنه إن رأى ريبة كتمها وفارق أهله أو أدب سراً وحسم طريق الفساد {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.

وتحث المستشارة الأسرية د. زهرة المعبي الأزواج على التغاضي والتغافل عن بعض الأمور التافهة التي تخلق المشاكل وعدم التوقف عند التصرفات الغير المقصودة.

وقالت إنه لا يوجد إنسان يخلو من نقص، ومن المستحيل إيجاد زوجين متكاملين مع بعضهما البعض، ولذلك نصحت كل زوجة بالتغافل عن المناقشات العقيمة التي تجعلها تعيش في حزن مستمر.

وأضافت المستشارة الأسرية قائلة: تلتئم قلوبنا على الحب والسعادة فكثرة اللوم تبعد الأحباب، فتغاضي عن الأمور التافهة، مشيرة إلى أن بعض الرجال يدققون في كل صغيرة وكبيرة تفعلها المرأة، ويضايق زوجته في تصرف ما ويجرحها أمام أهلها او أهله، وبعض النساء تخطأ في حق زوجها وتضايقه لمجرد أن تفكر إنه لم يشتري لها هدية أو لم يتصل بها وكأنها تبحث عن المشاكل في حياتها.

وخاطبت الزوج قائلة: لا تجعل عينك على زوجتك مثل المكبر وتضايقها بسلوكياتك ومراقبتك لها وحاول أن تستمع بحياتك معها، فلنتغاضى قليلا حتى نعيش حياة سعيدة.

الكاتب: بدرية طه.

المصدر: موقع رسالة المرأة.